Page 114 - web
P. 114

‫تحليل كمََّية كبيرة من بيانات كاميرات المراقبة المنصبة‬                                  ‫مقالات وآراء‬
‫بشكل عام بشوارع وتقاطعات حواضر المغرب الكبرى‬
‫كالدار البيضاء وأكادير ومراكش وطنجة وغيرها‪ ،‬وهي‬            ‫العملياتية‪ ،‬مرور�ا عبر الأمن السيبراني وعمليات محاكاة‬
‫المعطيات التي تتعلق بانسيابية حركة السير وكثافتها‬          ‫التهديدات الإرهابية‪ ،‬كلها تطبيقات تعمل مصالح الأمن‬
‫والمحاور الطرقية التي تعرف ضغط�ا وتلك التي يمكن‬            ‫الوطني بالمملكة المغربية على استغلالها في تحقيق‬
‫استغلالها لرفع الضغط‪ ،‬فضًا ًل عن المعطيات المتعلقة‬
‫بالعربات التي تستغل الشبكة الطرقية وطبيعتها وعددها‬             ‫غايات الأمن الجماعي وحماية الأشخاص والممتلكات‪.‬‬
                                                           ‫ومن منظور عملي‪ ،‬ومن أجل تحديد الحاجيات التشغيلية‬
                                               ‫ومساراتها‪.‬‬  ‫للمصالح الأمنية فيما يخص الجانب التقني والمعلوماتي‪،‬‬
‫وتمكن عملية تجميع هذه المعطيات وتخزينها‬                    ‫تعمل الفرق التقنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني‬
‫ومعالجتها عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي‪ ،‬قبل وضعها‬            ‫بالمملكة المغربية على إجراء دراسات دائمة وعملية‬
‫رهن إشارة القيادات الأمنية والدوريات الشرطية وقاعات‬        ‫لتطوير الحلول التكنولوجية الموجهة لدعم مصالح‬
‫القيادة والتنسيق من تسهيل عملية اتخاذ القرار والتحكم‬       ‫الشرطة وتعزيز فاعليتها‪ ،‬وهي العملية التي أظهرت منذ‬
‫في العمليات الأمنية بالشارع العام وفق رؤية واضحة‬           ‫عدة سنوات تطور خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي يمكن‬
‫وفي إطار زمني ومكاني قصير‪ .‬وكمثال على هذه‬
‫العمليات‪ ،‬فإن قدرة النظام على دراسة وتحليل‬                 ‫أن تكون ذات فائدة كبيرة‪ ،‬خصوصا تلك الخوارزميات التي‬
‫حركية السير وكثافته في وقت وجيز ُُتمكن من‬                  ‫تعتمد الرؤية عبر الكمبيوتر ‪ ، la vision par ordinateur‬والتي‬
‫تفادي الاختناقات المرورية وتوجيه عمليات السير نحو‬          ‫تمنح أنظمة الحاسوب إمكانيات واسعة لتحليل وتفسير‬
‫محاور أخرى بديلة‪ ،‬كما أن من شأن استغلال نظام‬               ‫كمية كبيرة من البيانات التي يتم جمعها من خلال أجهزة‬
‫القراءة الذكية للوحات الترقيم توفير الموارد البشرية‬        ‫استشعار متعددة (دوريات‪ ،‬ومراكز قيادة‪ ،‬والتواصل‬
‫ورصد المركبات المسروقة وتلك غير المرخص لها‬                 ‫المباشر مع المعطيات‪ ،‬وقواعد المعطيات الشرطية‪،)...‬‬
                                                           ‫مما يسمح لهذه الأجهزة برؤية وفهم محيطها‪ ،‬وبالتالي‬
                    ‫باستغلال محاور طرقية معينة ‪.‬‬
‫كما تسهم أنظمة الذكاء الاصطناعي المرتبطة‬                                       ‫تعتبر الأنسب لمصالح الأمن والشرطة‪.‬‬
‫بأنظمة المراقبة الحضرية في المساعدة في اكتشاف‬              ‫ومن بين أبرز تطبيقات أنظمة الذكاء الاصطناعي التي‬
‫بعض الحالات الشاذة وبعض الأفعال التي تنطوي‬                 ‫تعتمدها الشرطة المغربية تلك المدمجة بأنظمة المراقبة‬
‫على ممارسات إجرامية أو مخالفات قانونية‪ ،‬بشكل‬               ‫الحضرية البصرية‪ ،‬والمعروفة ب«‪ ،»SMART-LPR‬وهي عبارة‬
‫يمكن من تنبيه الدوريات للتعامل معها في إبانها‪،‬‬             ‫عن برمجية تستعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي في‬
‫ويسهم بشكل مباشر في الرفع من مستويات الثقة في‬
‫الأمن كخدمة عمومية مع تقليل عبء العمل والضغط‬

                                       ‫على رجال الشرطة‪.‬‬
‫وفي مجال زجر ومكافحة الجريمة دائمًًا‪ ،‬عملت فرق‬
‫التطوير والبرمجة المعلوماتية التابعة للأمن الوطني‬
‫على تطوير وبلورة برمجية «‪ ، »SMART-IJ‬وهي عبارة‬
‫عن منظومة تستند إلى خوارزميات التعرف على الوجه‬
‫باستعمال الذكاء الاصطناعي‪ ،‬وذلك من أجل رصد المشتبه‬
‫فيهم ومقارنة صورهم مع تلك المخزنة بقواعد البيانات‬
‫التي تحتفظ بها المديرية العامة للأمن‪ ،‬حيث يقوم البرنامج‬
‫ببناء صورة وصوت الشخص وفق نموذج معلوماتي‪ ،‬تتم‬
‫مقارنتها مع تلك المخزنة بقواعد البيانات الأمنية من أجل‬

                                                                                                                        ‫‪114‬‬
   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118   119